المجلس ( ص 6 ، 7 ، 8 )

العم أبو عادل .. مسيرة كفاح وصبر

حوار عبدالعزيز بن سليمان بن محمد السعيد ( أبو راكان )

العم أبو عادل التقيت معه في منزله وحاورته عن مسيرة حياته منذ الصغر فوجدتها مسيرة كفاح وصبر وعزيمة تخللها ظروف صحية واجتماعية واقتصادية قاسية في ذلك الوقت بالذات مما دفعني إلى أن أجعل الحوار على طريقة السرد الموجز فكان هذا الحوار : 

البطاقة الشخصية :

الاسم / عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السعيد

تاريخ الميلاد الفعلي / 1366 هـ   وفي البطاقة 1363 هـ

مكان الميلاد / جلاجل

المهنة / مدرس

اسم الأم / هيا بنت عبد العزيز الفوزان

اسم الزوجة / لطيفة بنت محمد بن عبدالرحمن السعيد

عدد الأولاد / الذكور ( 4 ) عادل ، عبد العزيز ، خالد ، طارق

الإناث  ( 6 ) أمل ، ندى ، إيمان ، بدور ، ملاك ، مرام

ماذا تذكرون من مراحل الطفولة ؟

ولدت في مدينة جلاجل وتوفي والدي
( يرحمه الله )  في عام 1369 هـ وكان عمري ثلاث سنوات ثم فقدت الإبصار بإحدى عيناي بعد وفاة والدي بعدة أشهر ، وبعد أن بلغت سن الدراسة التحقت بمدرسة جلاجل الحكومية  ودرست الصف الأول والثاني الابتدائي ثم فقدت الإبصار بعيني الأخرى وتأخرت سنة عن الدراسة وأكملت الصف الثاني والثالث الابتدائي  وأنا كفيف في مدرسة جلاجل الحكومية وخلال هذه الفترة تزوجت والدتي من عبدالمحسن بن زامل الزامل ( من أهل التويم ) ثم سافرنا إلى الكويت وكان عمري عشر سنوات وبقينا هناك ستة أشهر وطلبت بعد ذلك الالتحاق بمعهد النور للمكفوفين في الكويت وتحقق لي ذلك ثم سافرت والدتي عائدة إلى جلاجل وبقيت أنا في الكويت ودرست الصف الأول والثاني في العام الدراسي الأول من التحاقي بالمعهد وبعد أن أكملت الصف الثالث الابتدائي عدت إلى جلاجل لأمكث عند والدتي أثناء الإجازة وبالصدفة قدم الشيخ عبدالله بن محمد الغانم إلى جلاجل والتقيت به عند إبراهيم بن ناصر الفريح ( أبو جعفر ) فطرح عليَ الشيخ فكرة الانتقال إلى معهد النور بالرياض فرحبت بالفكرة وانتقلت عند أخي الأكبر محمد ( أبو إبراهيم ) في الرياض وكان ذلك عام 1380 هـ وواصلت الدراسة حتى أكملت المرحلة الابتدائية عام 1382هـ  والمرحلة المتوسطة عام 1385 هـ ودرست الصف الأول ثانوي ولم يكن في ذلك الوقت الكتب بطريقة برا يل متوفرة فكنت وزملائي نكتب بأيدينا في الفصل وفي الصف الأول ثانوي ألححت وزملائي على الشيخ عبدالله الغانم
( وكان مدير التعليم الخاص في ذلك الوقت ) إما أن تؤمن لنا الكتب الدراسية أو أن تؤمن لنا الوظيفة وفعلا تم توظيفنا في التدريس بعدما حصلنا على شهادة أول ثانوي وكان ذلك عام 1387 هـ وباشرنا العمل في الرياض مؤقتا لمدة شهرين وحينما بدأت الدراسة انتقلنا إلى المدينة المنورة للعمل هناك وكانت وسيلة النقل باص واستغرقت الرحلة من الرياض إلى المدينة المنورة أكثر من ثلاثين ساعة حيث تحركنا من الرياض الساعة الرابعة عصر يوم الجمعة ووصلنا المدينة المنورة فجر يوم الأحد ويرجع سبب طول وقت الرحلة إلى وعورة الطريق وعدم وضوح معالمه مما أدى إلى عدم تمكن السائق من معرفة الطريق الصحيح إضافة إلى قدم السيارة وبالطبع لم تكن الخدمات متوفرة على الطريق من محطات وقود ومطاعم ومحلات تموين فقد كنا نمر بالهجر الصغيرة على الطريق والتي يوجد بها بعض المحلات الصغيرة والتي تفتقر للنظافة ولا يتوفر فيها المأكولات والمشروبات الضرورية إضافة لعدم الاطمئنان لنظافتها ونظافة العاملين فيها  فكنا نقتصر على شراء البسكويت والجبن فقط منها إلى أن وصلنا إلى المدينة المنورة وعملت في السنة الأولى في معهد النور وفي السنة الثانية تمكنت من الانتساب في الصف الثاني ثانوي وكان ذلك عام 1388 هـ وحصلت على الشهادة الثانوية ، وبقيت لمدة ست سنوات هناك .

ثم انتقلت للرياض في عام 1393هـ وتعاقب على إدارة المعهد كل من (أمين ملا) يرحمه الله ومعالي الدكتور علي بن مرشد المرشد ( الرئيس العام لتعليم البنات حاليا ) وباشرت العمل في معهد النور بالرياض وقد تهيأ لي عقد للعمل في اليمن فرفضت زوجتي الذهاب معي إلى اليمن ثم تهيأ لي انتداب للبحرين للقيام بالتدريس في دورة لمعلمات معهد النور في البحرين وكانت لمدة ثلاثة أشهر ونصف ثم بعد ذلك عدت للرياض واستمررت في التدريس في معهد النور إلى وقتنا الحاضر .

ما الصعوبات التي واجهتكم أثناء المراحل الدراسية التي مررتم بها ؟

بالنسبة للدراسة بطريقة برا يل لا توجد صعوبة بالنسبة لي ولكن لأن التعليم الخاص كان جديدا بشكل عام وكان في بداياته كما أن المطابع الخاصة بطريقة برا يل لا تستطيع تأمين جميع ما يحتاجه الطلاب من الكتب وبما أنني وزملائي كنا أول دفعة تخرجت فقد كانت طباعة الكتب تأتي متأخرة جدا فمتى ما انتهت طباعة  الكتب الخاصة بالصف الذي ندرس فيه نكون قد انتقلنا إلى الصف الذي يليه  مما جعلنا لا نستفيد من هذه الكتب المطبوعة بينما كانت الفائدة للدفعات التي تخرجت بعدنا .

زملاء الدراسة من تذكر منهم ؟

أذكر منهم إبراهيم بن عبد الله الجبر
( يرحمه الله ) و إبراهيم  بن عبد الله السويد وعبد الله بن ناصر الحصان ومحمد الحصيني وهؤلاء تم تعيينهم معي في المدينة المنورة ، ومنهم في القطيف حمد بن إبراهيم المانع ومحمد بن عكرش وفهد السويدان وفي الأحساء حسن البعيجان وعبد الرحمن الجريوي وغيرهم ممن لا يحضرني أسماؤهم  .

هل كان معك زملاء في الوظيفة من مدينة جلا جل ؟

نعم ، ومنهم عبدالعزيز بن عبدالمحسن العامر وقد عين في القطيف وعبدالله بن أحمد البريدي وعين موظف في التعليم الخاص .

وماذا عن الصعوبات التي واجهتكم في العمل الوظيفي ؟

الحمد لله لم يكن هناك صعوبات في الوظيفة وذلك عائد لكوني أقوم بتدريس مكفوفين مثلي وكذلك لكون عددهم قليل في الفصل .

هل هناك فرق في التعليم بين المكفوفين وغير المكفوفين ؟

نعم هناك فرق ، فالتعليم العام يكون التدريس بصفة جماعية حيث انك  تشرح  لهم أو تريهم منظرا أو تستخدم أي وسيلة تعليمية أو السبورة ، بينما تدريس  المكفوفين يكون بشكل فردي حيث يقوم المعلم بالوقوف عند كل طالب على حدة .

ما المراحل التي قمتم بتدريسها؟

قمت بتدريس المرحلة الابتدائية .

هل هناك فرق في المناهج الدراسية بين معاهد النور والتعليم العام ؟

لا ، ليس هناك فرق فالمناهج التعليمية التي تدرس في معاهد النور هي نفس المناهج التي تدرس في التعليم العام ولكن الاختلاف في الطريقة .

العم أبو عادل متى كان زواجك وأين كان ذلك ؟

كان زواجي في عام 1388 هـ وكان في جلاجل في سكة الحدراني . وبعد زواجي بعام رزقت بمولودي الأول وقد توفي في نفس العام  .

متى كانت أول حجة لك ؟.

 كانت أول حجة لي في عام 1394 هـ وأما أول عمرة فكانت قبل ذلك بست سنوات وكانت برفقة ناصر بن عبدالرحمن السعيد ( أبو بدر ) .

بمن تأثرت في حياتك ؟

تأثرت بوالدتي ( يرحمها الله ) نظرا لكفاحها وتحملها مصاعب الحياة ومشاقها آنذاك وحيث تحملت مسئولية الأسرة بعد وفاة والدي فلقد كانت تقوم برعايتنا والاهتمام بنا فكان لها أكبر الأثر في حياتنا تغمدها الله بواسع رحمته ومغفرته .

هل هناك مواقف مرت بكم ولا زالت عالقة في ذهنكم ؟

نعم تعرضت لمرض عام 1400 هـ وهو عبارة عن تدرن في العمود الفقري مما أقعدني عن العمل سنة كاملة قمت خلالها بعدت محاولات للبحث عن طبيب يكتشف المرض فمن عيادة خاصة إلى مستشفى حكومي حتى توجهت لمستشفى الملك فيصل التخصصي للعلاج على حسابي الخاص لمدة عام كامل .

ألم تسعى للعلاج بعد فقدانك لنعمة البصر ؟

بلى ، لقد قمت بالعلاج في أسبانيا عام 1399 هـ، في مستشفى (براكير) للعيون ببرشلونة ومكثت هناك لمدة تسعة أشهر أجريت خلالها عمليه جراحية . وفي عام 1405 هـ أجريت عملية أخرى في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بعدها فقدت البصر تماما .

هل للتجارة  نصيب من حياتك ؟

نعم ، فقد زاولت البيع في أسواق المقيبرة وذلك عام 1386 هـ وبعت الخضار ولم أستمر سوى شهرين فقط وذلك بسبب التعب والجهد مع قلة الربح ، كما مارست التجارة عبر بقالتين مع عدد من الشركاء عام 1397 هـ ونجحت في ذلك ولكنها عملية متعبة فتركتها بعد عام وقمت بفتح محل للأدوات الصحية ولكن لم أوفق فتركت التجارة بعدها .

هل تحتفظ بذكريات لأحد من أفراد الأسرة ؟

نعم ، ومنهم العم سليمان بن محمد بن إبراهيم السعيد ( شفاه الله ) والأخوين عبد العزيز ومحمد لأنهما قاما على تربيتي والاهتمام بي في جلاجل والرياض .

وما هو الموقف الطريف الذي لا يزال عالقا في ذاكرتك ؟

في عام 1392 هـ عندما كنت أعمل مدرسا في معهد النور بالمدينة المنورة وذات يوم وبعد الانتهاء من صلاة المغرب والعشاء في الحرم النبوي خرجت مع صديق لي ( كفيف ) إلى سوق العياشة بجوار الحرم بغرض شراء بعض الحاجيات للمنزل وذلك في طريق عودتنا إلى المنزل وكان من ضمن ما اشترينا فتوت ( خبز ) وانصرفنا من السوق عائدين إلى منازلنا وفي الطريق مررنا بعربة يجرها حمار فأمسك الحمار بطرف الكيس الذي فيه الخبز وأخذ يجذبه من يد صديقي الكفيف ، وصديقي يجذب الكيس إليه برفق مخافة أن يتمزق الكيس فيسقط الخبز على الأرض وكان يقول لا تمزح ..  اترك الخبز .. دعنا نذهب .. ضنا منه أنه يتكلم مع أحد الأصدقاء يمازحه فتركني باليد التي كنت أمسكها ليمسك بيد صاحبه الذي يمازحه فإذا يده تقع على رأس حمار فترك الخبز في فم الحمار وعدنا لنشتري خبزا بدلا منه . 

العم أبو عادل صندوق الأسرة له أهمية بالغة لدى جميع أفراد الأسرة فما رأيك في إنجازاته ؟

ما تم  إنجازه شيء جيد ، مع تطلعنا إلى أن يقوم جميع أفراد الأسرة بأكثر من ذلك سواء من القائمين على إدارة الصندوق أو من أفراد الأسرة الآخرين فبالنسبة للقائمين على إدارة الصندوق يرجى منهم بذل جهد أكبر ويعلم الجميع أن في ذلك مشقة عليهم ولكن لا بأس في ذلك في سبيل جمع شمل الأسرة وتوحيد مواقفهم أما بالنسبة لأفراد الأسرة الآخرين فيجب عليهم التكاتف مع بعضهم والمشاركة في الصندوق سواء كان ذلك بالجهد أو بالمال كل على قدر استطاعته .

ما هي المقترحات التي تود طرحها لتطوير مجلة الصلة ؟

أقترح أن يتم بعد كل اجتماع لمجلس الإدارة أو مجلس الأمناء أو لجنة العلاقات العامة إصدار تقرير عن الاجتماع ينشر في مجلة الصلة لكي يكون القارئ على إطلاع بما يتم في داخل هذه الاجتماعات ولكي تكون حافزا للآخرين بالاشتراك في مثل هذه الجهود المبذولة كل حسب إمكاناته .

كما أقترح أن يتم توزيع مجلة الصلة عن طريق صناديق البريد بحيث يتحمل المستفيد تكلفة أجور البريد وذلك لضمان وصولها لجميع أفراد الأسرة في الوقت المناسب .

ما هي  النصيحة التي تود تقديمها لأبناء الأسرة ؟

أبناء العم الاماجد أوصيكم بما أوصى الله به أنبياءه والناس أجمعين فاتقوا الله وأطيعوه وليكن شعارنا في كل مكان وزمان الابتسامة والمحبة فيما بيننا والسلام على من نعرف ومن لا نعرف وأن تكون زيارة الأقارب والتعرف على أحوالهم ومساعدتهم هما ما يشغل بالنا في كل وقت وأوان.

وأخيرا آمل أن لا تكون لقاءاتنا العامة هي الرابط الوحيد فيما بيننا .  

الصفحة الرئيسة محتويات الصفحة أعداد مجلة الصلة
الصفحة السابقة محتويات العدد الصفحة التالية