رأي وقضية

ص. 12-14


جــفـاء .. رغــم البذل والعطاء

تحقيق .. إبراهيم بن أحمد بن عبدالرحمن السعيد

إن المراقب لاجتماعات الأسرة يستغرب قلة الحضور رغم  كون أسرتنا هي أحد أكبر الأسر في منطقة سدير ومع ذلك لا تحضي بحضور كبير فكثرت الأسئلة عن سبب قلة الحضور للاجتماعات عموما واجتماعات الشباب خصوصا فكان لا بد لمجلة الصلة أن تطرح هذه القضية لمناقشتها ومعرفة أسباب هذا الجفاء من بعض أفراد الأسرة وخصوصا في اجتماع الشباب الأخير الذي عقد في يوم الخميس الموافق 6 / 3 / 1421 هـ حيث كان الحضور لا يتجاوز عشرون شابا مع أن نسبة الشباب بين ذكور الأسرة يفوق نسبة غير الشباب ولهذا السبب تم فتح النقاش في هذا الاجتماع لمحاولة تلمس الأسباب ومعالجتها فأبدى البعض أن السبب قد يعود لكون هذا الاجتماع جاء موعده في بداية الإجازة الصيفية وقد يكون هذا سبب لقلة الحضور لو كان الحضور في الاجتماعات السابقة مرضيا ولكن الحضور في الاجتماعات السابقة كان مقاربا لهذا الاجتماع وهذا يعني أن الموعد ليس  السبب كما طرح من قبل البعض أن جعل الاجتماع في الفترة المسائية أي بعد المغرب قد لا يكون مناسبا واقترح أن يكون الاجتماع بعد الظهر وكان هناك تحفظ من بعض الحضور على جعل الاجتماع في الظهر وخصوصا في الصيف حيث الجو الحار لا يساعد على الحضور وأن الموعد المفضل للشباب هو بعد المغرب حيث يكون الليل أنسب كما طرح البعض اقتراح بأن يعقد أحد الاجتماعات في موقع داخل مدينة الرياض في أحد الاستراحات المستأجرة لمعرفة إن كان السبب في قلة الحضور هو بعد الاستراحة كما يتردد القول من كل من تم سؤاله عن سبب عدم الحضور وعموما  لم يتم التوصل لأسباب محددة فكان لزاما على مجلة الصلة أن تطرح هذه القضية لعلها تستطيع الوصول للأسباب ومن ثم يتم الشروع في معالجتها.

وقد تم وضع عدد من الأسئلة وتم توزيعها على بعض شباب الأسرة وكان السؤال الأول لماذا توجد مجافاة من البعض لصندوق الأسرة ؟ وقد أجاب من أطلق على نفسه ( ابن الأسرة ) بأن ذلك يعود لسببين هما السبب الأول بعد موقع الاستراحة والسبب الثاني هو الروتين ( تكرار برنامج الاجتماع ) .

فيما أجاب الأخ عبد العزيز أن ذلك يعود لبعد مكان الاجتماع وعدم إحساس البعض بقيمة صلة الرحم وكذلك قد تكون الظروف المالية عائق أمام البعض حيث أنها تسببت في عدم انتظامه في سداد الاشتراك السنوي مما يجعله محرجا من ذلك ويخشى أن يتم التطرق لذلك خلال الاجتماعات فيفضل عدم الحضور ومن هنا ينتج الجفاء فيما يقول آخر فضل عدم كتابة اسمه أن من أكثر أسباب المجافاة هو بعد مكان الاستراحة والتي تكون مقرا للاجتماعات حيث يستغرق الذهاب إليها وقت طويل وكذلك عدم رغبة البعض الالتزام والارتباط بحضور الاجتماعات ويضيف سببا ثالث وهو مشاغل الحياة حيث أن وقت الشخص مليء بالارتباطات مما يجعله غير قادر على حضور الاجتماعات ومن هنا يكون الجفاء حيث يخشى أن يسأل عن سبب عدم حضوره لبعض الاجتماعات ويكون محرجا أمام الجميع .

ومن جهته يقول الأخ عبد الله  أن سبب الجفاء من البعض هو عدم الإعلان عن مواعيد الاجتماعات قبل موعدها بوقت كافي وكذلك عدم إبراز منجزات الصندوق والتي قد يحس الفرد بأهمية وجود الصندوق وفائدته التي تعود على الفرد والأسرة أما الأخ إبراهيم فيرد الأسباب لهذا الجفاء ببعد موقع الاجتماعات والانشغال بأمور كثيرة وكذلك بسبب تعارض وقت الاجتماعات مع التزامات أخرى .

أما أبو عمر فقال بالنسبة لي لا أرى أن بعد المسافة هو السبب فطلعت البر للشوكي مثلاً يوم الخميس أدل شيء على أن قضية بعد الاستراحة هو السبب ، ولجنة العلاقات العامة قامت بتحديد مواعيد الاجتماعات قبل فترة كافية فالواجب على الجميع هو تفريغ هذا اليوم للحضور ولكن أحمل الآباء مسؤولية ضعف الحضور وذلك لعدم أمرهم أبناهم وحثهم على حضور مثل هذه الاجتماعات التي تزيد من تلاحم وترابط العائلة بل أعتقد أن الأمر قد يصل إلى الإجبار كما في أي مناسبة عائلية أخرى .

بينما يقول الأخ أبو عبد العزيز أن وجود المجافاة من البعض لصندوق الأسرة هو عدم المبالاة من البعض وعدم استشعار فضل صلة الرحم وعن أسباب اقتصار الحضور على البعض دون الكل وخصوصا في اجتماعات الشباب يقول أن الأسباب قد تعود بسبب كثرة انشغال البعض وكذلك قد يكون هناك تعارض بين مواعيد الاجتماعات والتزامات أخرى وقد يكون لبعد موقع الاستراحة أثر كبير في ذلك .فيما يضع من أطلق على نفسه بابن الأسرة سبب هام جدا وهو أن السبب يعود لأولياء الأمور حيث أنهم يعتبرون السبب المباشر لذلك لأنهم لم يعودوا أبنائهم على صلة الرحم وكذلك لم يهتموا بحضورهم لاجتماعات الأسرة سواء اجتماعات الشباب أو المعايدة أو الجمعية العمومية بل إن بعض أولياء الأمور لا يحضرون الاجتماعات فكيف يكون حال أبنائهم . فيما يرى الأخ عبد العزيز أن سبب عدم الحضور هو الانشغال بالحياة وكذلك بعد مقر الاجتماعات على البعض أما الذي فضل عدم ذكر اسمه فيقول أن السبب يعود لوجود تعارض بين الاجتماعات والالتزامات الأخرى وأورد سبب مهم أيضا وهو عدم تعود البعض على الالتقاء بأبناء عمومته وقلة معرفته بهم مما قد يسبب له حرج .

بينما يقول الأخ عبد الله أن سبب قلة حضور الشباب لاجتماعات الشباب هو أن أكثر الحضور من صغار السن وليسوا في مثل أعمارنا كما أن قلة الحضور هو سبب رئيسي لعدم حضور البعض حيث أنه يقطع مسافة طويلة ليلتقي بعدد قليل من أبناء عمومته قد يكون التقى بهم منذ فترة قصيرة .

فيما يورد الأخ إبراهيم سبب آخر حيث يقول إذا كان بعض أعضاء مجلس الإدارة يتغيبون عن حضور اجتماعات الجمعية العمومية واجتماع المعايدة وهم القدوة فلا تلوموا أحدا بسبب عدم حضوره حيث يفترض أن أعضاء مجلس الإدارة ومجلس الأمناء ولجنة العلاقات العامة هم أول من يتقدمون الحضور ويكونون هم الأكثر حرصا على حضور أبنائهم للاجتماعات وما نشاهده هو عكس ذلك .

ويرى أبو عمر أن من أسباب ضعف الحضور هو تغييب بعض الشخصيات البارزة في العائلة عن الحضور ، والحقيقة إني أشيد بحضور رئيس مجلس الأمناء الدكتور عبدالله لاجتماع الشباب الأخير فحضور مثل هذه الشخصيات الاجتماعية يعتبر دعماً كبيراً والسؤال هو أين البقية .

كما تم طرح سؤال عن أسباب عدم مساهمة غالبية شباب الأسرة في المشاركة في أعمال اللجان العاملة في الصندوق ودعمها بالجهود .

فأجاب الأخ ( ابن الأسرة ) قائلا : أن الموجودون الذين يعملون في هذه اللجان فيهم الخير والبركة وأن العمل في هذه اللجان يحتاج لشخص متفرغ وأن من أصعب الأعمال تلك الأعمال التطوعية التي سيكون الفرد فيها مقصرا مهما قام به من أعمال جليلة والأوقات التي يقضيها في سبيل إنجاز هذه الأعمال والحرص الزائد على بلوغ أفضل مراتب الكمال ثم يأتي من يتهمه بالتقصير أو بأنه لم يقدم شيئا يذكر أو أنه قام بهذا العمل طمعا في تحقيق سمعة أو مصلحة خاصة ولهذا الكثيرين يصابون بالإحباط ومن ثم يفضلون الابتعاد حتى لا يأتي من يقول له أنك قد قصرت في هذا الجانب أو فعلت ذلك لمصلحة خاصة .

فيما يقول الأخ أبو عبد العزيز أنا مع ما ذكره الأخ ابن الأسرة كما أضيف له أن من يعملون في مجال العمل التطوعي يجب أن لا يلتفتون لما قد يطلقه البعض ممن ليس لهم هم سوى الجلوس في مقاعد المتفرجين الناقدين فهؤلاء كما يقول المثل لا خيرهم ولا كفاية شرهم وأنا أجزم أن كل من يقوم بالعمل في اللجان العاملة هم محل تقدير من الجميع ونعرف أنهم قد بذلوا أوقاتهم وجهودهم في سبيل تحقيق أهداف الصندوق وبدون أي مقابل وإنما يرجون الأجر من الله لأن كل ما يقومون به يعد في سبيل صلة الرحم وهم لا ينتظرون شكرا من أحد ونسأل الله لهم العون والسداد .

ومن جهته يقول الأخ أبو عبد الله الحقيقة أن العمل في اللجان القائمة في الصندوق هو عمل شاق وفي نفس الوقت ممتع كون الفرد العامل يشعر بمتعة العمل في سبيل رقي هذه الأسرة وتماسكها وأيضا العمل في هذه اللجان يجعلك على صلة بجميع أفراد الأسرة في كل وقت وعندما سئل لماذا لا تشارك أنت في هذه اللجان طالما أن العمل فيها ذو متعة وفائدة قال : أن الموجودون فيهم الخير وأنا لم يطلب مني العمل في هذه اللجان وعندما يطلب مني العمل لن أتأخر .

أما الأخ عبد الله فيقول يجب أن تبرز أعمال هذه اللجان حتى يعرف جميع أفراد الأسرة بما تم تحقيقه من إنجازات ويشعر بالتفاعل مع الصندوق وبهذا يستطيع كل شخص أن يساهم عندما يتفاعل بالعمل في هذه اللجان ويمكن إبراز أعمال اللجان وإنجازاتها عن طريق مجلة الصلة وكذلك عن طريق عمل تقارير سنوية أو نصف سنوية ويتم توزيعها على أفراد الأسرة تشعرهم بما تحقق من تقدم في كافة أعمال الصندوق ويجب أن لا نهضم حق العاملين في هذه اللجان ففي الفترة الأخيرة أصبح هناك تطور كبير وخصوصا بعد قيام هذه اللجان حيث أصبحنا نشاهد بعض المنجزات التي لم نكن نشاهدها في الماضي بل قد يكون بعضها موجود ولكن لم نكن نعلم عنه شيئا .

أما من فضل عدم كتابة اسمه فيقول إن الخوف من عدم القدرة على إنجاز العمل كما ينبغي هو من أكبر العوائق أمام البعض في العمل ضمن اللجان التطوعية فمن يعمل في وظيفة حكومية أو وظيفة في القطاع الخاص عندما يخطئ أو يقصر في عمل ما يتم الحسم من مرتبه أو إنذاره ولكن العمل التطوعي سيكون خطأه وتقصيره ذنبا لن ينسى وخصوصا من يعمل مع أقاربه فسيتم ذكر هذا الخطأ أو التقصير دائما حتى وإن نسيه الغير فلن ينساه صاحبه فسيكون هذا الخطاء بين عينيه دائما كلما قابل أحدا من أفراد الأسرة ولذلك الكثير من الشباب يبتعد عن العمل في هذه اللجان ومن الممكن أن تجده يعمل في لجان تطوعية خارج الأسرة ولكن بدون خوف أو حرج .

نقاط من التحقيق :

**  تم توزيع عدد من أوراق أسئلة هذا التحقيق على عدد من أفراد الأسرة ليتم الإجابة عليها ومن ثم إعادتها إلينا وقد تجاوب البعض منهم وهم الذين أجابوا عليها والبقية لم يتجاوبوا معنا كالعادة فقد بخلوا على أسرتهم بإجابة أسئلة كهذه فكيف سيحضرون اجتماعات الأسرة أو يعملون في لجانها !!

**  تراوحت أسباب المجافاة للصندوق وأسباب عدم الحضور للاجتماعات حسب رأي المستفتين في النقاط التالية:

1. بعد الاستراحة وهي مقر جميع الاجتماعات .

2. الرتابة وتكرار برامج الاجتماعات.

3. الانشغال بأمور الحياة .

4. تعارض مواعيد الاجتماعات مع الارتباطات الأخرى .

5. عدم استشعار البعض بأهمية صلة الرحم .

6. عوائق مادية .

7. عدم المعرفة التامة بجميع الحضور مما يوقع البعض في الحرج .

8. عدم معرفة مواعيد الاجتماعات قبل وقت كافي .

9. تقصير أولياء الأمور .

10. غياب القدوة .

**  فيما كانت أسباب عدم المساهمة في عمل اللجان العاملة تنحصر في العناصر التالية :

1.  عدم الطلب منهم المشاركة في أعمال هذه اللجان .

2.  الانشغال وعدم التفرغ .

3.  الخوف من أن يتهم بالتقصير أو البحث عن المصلحة الخاصة .

4.  الخوف من عاقبة الخطأ أو التقصير .

5.  عدم تفاعل البعض لعدم معرفتهم بما تم تحقيقه من منجزات .

 

وختاماً نشكر كل من ساهم في هذا التحقيق .