المجلس

ص. 8-10


الشاعرة شروق .. في حديث شائق للصلة

حوار .. أم عبدالمجيد بن عثمان بن ناصر السعيد

 

بعد انتهاء الأمسية التي أقيمت في دار مكتبة الملك عبد العزيز أجريت هذا اللقاء مع إحدى بنات 

أسرة السعيد التي برز نجمها الجديد في المجتمع كشاعرة فكانت إحدى المدعوات لأحياء هذه 

الأمسية وهي الشاعرة الواعدة / شروق السعيد التي دخلت الساحة الشعرية بكل قوة وإبداع 

فيسرنا أن نبدأ اللقاء بتعريفها لنا بنفسها:

شروق بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد السعيد ، خريجة كلية التربية قسم أدب إنجليزي، 

معلمة ألقي دورات متخصصة في اللغة الإنجليزية .

مكان الميلاد / مدينة بورنمث الإنجليزية في المملكة المتحدة البريطانية .

المؤهل العلمي / بكالوريوس لغة إنجليزية وآدابها من كلية التربية للبنات بالرياض ، وأعتزم 

إكمال دراساتي العليا بإذن الله تعالى لنيل درجة الماجستير ومن ثم الدكتوراه تخصص أدب 

إنجليزي ، وقد تلقيت هذه الأيام بحمد الله خطاب تهنئة من عميد الدراسات العليا بجامعة الملك 

سعود بمناسبة اجتيازي لامتحانات القبول لدراسة الماجستير تخصص أدب إنجليزي ( وما 

توفيقي إلا بالله) .  

س. شخصية أكاديمية أثرت في حياتك ؟ 

هي شخصية الأم الأستاذة الدكتورة منيرة العلولا عميدة كلية التربية سابقا ، فلن أنسى أبدا 

تشجيعها إياي واحتوائها لشعري ومتابعتها لإنجازاتي ولن أجد أبدا ما أكافئها به بعد الدعاء لها 

سوى قصيدتي ( لك علي ) التي أهديتها إياها في حفل تكريمها .

 

 

لك علي

والطير ينثرها والحفل معطار
والشمس ترمقها والصيف أخبار
بل جئت أسكب ماماست له الدار
إلا يتيم بالشطئان بحار
تعيا لترقص في الكثبان أحجار
وقد نأيت وما سلاني تذكار
فما يلام طبع البدو أسفار
ولي عليك من الأطراف وإيثار
أهلي و "دجلة " حتى "النيل" زوارا
باتت تزيد وقد كيلت له النار
ماء بحقلك لا تسقيه أمطار
حتى أقول رحيل فيه أعذار
حياك أصلك فالباقات أزهار

هيهات يجهلها عيد وزوار
والأيل يرسمها والثلج يمطرها
ما لحت أرتق في الصحراء أشرعتي
وأخت العمادة أنستني مرافئها
وهل سيهجر شدوا من ربابته
أما سكبت من الأعوام أربعها
إذا توسد راعي الإبل ناقته
لك علي من الأشعار أروعها
انسابت البيد إذ مادت بخيمتها
إني عهدتك فخارا صلابته
أدري ويعلم من حولي عذوبته
يا ليت أنك ما بريت نيرة
لكن قلبك قد رباني شاعرة

 

س. حدثينا عن بدايتك الشعرية ؟

--كانت البداية الفعلية في الكلية في المستوى الثاني  تحديداً وقد كان لدراستي المتعمقة لجميع 

فروع الأدب الإنجليزي بعد الله الفضل في الإطلاع على جل نواحي الثقافات المختلفة .

.س – وهل لك كتابات غير الشعر؟

أكتب ولله الحمد في جميع الفروع الأدبية (القصة –الخاطرة – المقالة)

س. ما المناسبات التي شاركت فيها ؟

وجهت لي دعوات للمشاركة في جميع الاحتفالات التي أقيمت داخل الكلية مثل احتفالات استقبال 

الدفعات المستجدة والتوديع وتكريم الأستاذات الجامعيات ، كذلك وجهة لي اللجنة النسائية العليا 

للمعرض الفني الموحد للرئاسة العامة لتعليم البنات الدعوة بحضور حفل افتتاح معرض في مقر 

المدينة الأكاديمية بكليات البنات بالرياض ممثلة لكلية التربية ،وقد قمت بإلقاء قصيدتي الوطنية 

أمام حرم خادم الحرمين الشريفين ، ثم وجهت لي الدكتورة فادية الصالح عضو مكتبة الملك عبد 

العزيز الدعوة للمشاركة لأحياء هذه الأمسية تحت رعاية حرم سمو ولي العهد.

س. لقد وفقت للفوز بالمركز الأول في مسابقة جريدة الرياض للشعر على مستوى المملكة 

بقصيدتك (حتى يجن القمر) ما مناسبة هذه القصيدة وما أصدائها 

وهل لك أن تذكرين لنا مقاطع منها؟

مناسبتها هي إهداء لأمي الغالية أما أصداء هذه القصيدة فهي خطابات تهنئة من قسم اللغة 

الإنجليزية والكلية على حد سواء ولعل أبرز هذه الخطابات هو خطاب التهنئة من معالي الدكتور 

علي المرشد الرئيس العام لتعليم البنات.

وهذه مقاطع من القصيدة :

 أحبك كالطير في حينا 

على رسله يحمل الذكريات

وفي قلبه نبض صدق قديم

بقايا لأهواها كالحائرات 

أحبك حتى يموت القمر

وتنعاه شمسي وكل البشر

أحبك حتى يوارى السحاب

 ويرحل نجمي وطيف السحر

س. في هذه الأمسية ألقيت عدة قصائد فهل لك أن تختارين لنا إحداها؟

لعلي أذكر لكم مقطع من قصيدتي (بلون الثلج بل أحلى)

لففت رضيعة في المهد

كانت ليلة البشرى

 تهادوا قد أتانا بنت بلون الثلج 

بل أحلى فروح العطر لا تهدى 

بها من وجه والدها بها من أمها سحرا 

وقالت لي تذكرين يوم مرالدهر تلوالدهر 

صرت اليوم أذكرها وصايا أمنا والعمر

لقاء الأمس ألهانا رجاء القلب أنسانا بأن العمر أيام

 فلا تأسى لذكرانا . 

س. ماذا يعني لك كل من :

أ. جدك عبد الله :

هو الشاعر الإنسان ، ورثت عنه إلقاءه وله في قلوبنا أعذب الذكريات، ما رأيته يوما شاكيا آلام 

مرضه بل والله لقد كان يتوجها بذكر الله والثناء عليه سبحانه، لي في شخصه قدوة  ولي مع 

سلاسة حديثه وقفات رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .

ب. جدتك سبيكة : 

هي الجدة الأم على مشارف ذكراها تتزاحم القصائد خجلى ، ولو تأملنا طويلا ماهية الأمومة في 

قلوبنا فلن نجد لروعة جدتي مثيلا ، فالشعر لا يحمل بين طياته مهما سمت كلماته ما يستطيع أن 

يتوجها به . 

ج. والدك عبد الرحمن : 

والدي هو الرجل الحلم ، حامل درجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية الأركان في 

بريطانيا ، هو منبر للثقافة والتروي ، وهبه الله حكمة في مواجهة الأمور وحنكة في إدارتها ، 

بعيد النظر ، مستقل الشخصية لا يفرض رأيه على الغير ويحترم وجهات نظر الآخرين يتوجه 

أسلوب حديث مشوق صقلته التجربة .

وربما يكون أكثر ما يلفت انتباهي في والدي حفظه الله هو كم المعلومات الهائل الذي يحمله في 

ذاكرته وتوظيفه الناجح له في إدارة كلامه فلا تسأم له مجلسا ولا تمل له حديثا إذ تشعر وأنت 

أمامه وكأنك أمام أستاذ جامعي يلقي محاضرة في فنون الحياة . 

س. ما رأيك في فكرة إنشاء صندوق أسرة السعيد وماذا يعني لك الصندوق ؟

صندوق أسرة السعيد احتواء حديث مدهش لمفهوم صلة الأرحام فطباعة دليل هاتف الأسرة 

وشجرة العائلة ومجلة الصلة وابتياع الاستراحة وتوظيف التبرعات في مساعدة أيتام الأسرة 

والمحتاجين فيها من معاقين وأرامل وشباب ومدينين هي أوجه تعكس بشموخ هذا المفهوم .

ثم إن سياسة " حسن الإدارة وتقسيم العمل " سياسة جريئة ولدت في عام 1409 هـ أي سنة 

إنشاء الصندوق ويتضح مفهوم هذه الفكرة من خلال تكوين مجلس إدارة للصندوق وأمناء له 

ولجنة العلاقات العامة وأخرى نسائية .

وكمحصلة لما ذكرت يتضح أن إنشاء صندوق أسرة السعيد لم يكن مشروعا عشوائيا بل مدروسا 

مستندا إلى خطة عميقة الجذور بعد منة الله وتوفيقه فأصبح الصندوق بذلك مؤسسة سعيدية 

مستقلة لا نملك للقائمين عليها إلا الدعاء فلا حرمهم الله من الأجر وجزاهم عن الأسرة خير 

الجزاء .

س. ما هي الرسالة التي تودين توجيهها للجنة النسائية ؟

في البداية أريد أن أوضح نقطة هامة وهي أن اللجنة النسائية في الأسرة لجنة حديثة الولادة  تقوم 

على اجتهادات نشكر القائمين عليها جزيل الشكر، وفي الحقيقة فقد كنت محظوظة العام الماضي 

بحضور اجتماع الأسرة والاستماع إلى البرنامج الثقافي المنوع والقيم لكن ما لفت انتباهي هو 

اختلاط الأصوات في القاعة فبعض النساء كما نعلم في اجتماع كبير كهذا يملن إلى السؤال عن 

الأخبار والحال بعيدا عن البرنامج الملقى مما أوجد جوا من الضوضاء وشوش على البقية 

المستمعة . وبعد نقاش مع أحد الأخوات وصلنا إلى أن الأسباب الرئيسية خلف هذه النتيجة 

تنحصر في ما يلي :

*  مكان البرنامج وانخفاض المنصة : فالبرنامج كان يلقى بجانب باب الدخول إلى القاعة 

والخروج منها مما أدى إلى الفوضى المذكورة كما أن ارتفاع المنصة يلعب دورا هاما في لفت 

انتباه الحضور .

*  عدد المواضيع المطروحة : فالبرنامج ثري بالمعلومات وهذا شيء إيجابي جدا غير أننا لا بد 

أن لا ننسى أن البرنامج جزء من الاجتماع وليس الهدف الرئيس منه فينبغي أن نراعي عدم 

الإطالة والاختصار قدر الإمكان فالهدف الأساسي هو الالتقاء كما سبق ذكره .

*  توزيع البرنامج مكتوبا على الحاضرات : ولا يخفى هنا أن هذه الفكرة أكثر من رائعة لو كان 

الاجتماع كله يقوم على البرنامج الملقى فقط ، ولكن الذي حصل هو أن القليل من الحاضرات 

احتفظن بالبرنامج وأوراق الفتاوى بينما قامت الأخريات جهلا منهن برميها على الأرض أو 

تركها على المقاعد الأمر الذي أوجد نوعا من الفوضى المكانية هذا عدا أن هذه الأوراق تحتوي 

على ذكر الله تعالى أو آيات من القرآن الكريم أو الأحاديث الشريفة فتهان برميها على الأرض 

والسير عليها . وفي المقابل فإن الحل الأمثل هو تخصيص مكان لها تماما كما تم التعامل مع 

الاستبيان في الاجتماع ذاته بحيث لا يحصل على هذه الأوراق إلا مريد لها .  

س. في ختام هذا اللقاء ونحن نتحدث عبر منبر صندوق أسرة السعيد ( مجلة الصلة ) ما الكلمة 

التي تودين تدوينها في صفحاتها؟

أولاً أشكر القائمين على هذا الصندوق منذ بدئه إلى أن وصل لهذا المستوى المشرف خصوصا 

تلك الأفكار المنبثقة منه والتي تساهم في تقوية روابط الأسرة مثل فكرة إنشاء استراحة 

(السعيدية) فهي فكرة ممتازة لا يعيبها غير البعد المكاني وكذلك مجلة الصلة التي من الواضح 

عليها سرعة التطور والتجديد والمشاركة الفاعلة من قبل نساء الأسرة في صفحاتها . وفكرة 

إنشاء موقع الأسرة في شبكة الإنترنت غير أن محتوياته ما تزال تحت الإنشاء والذي أعتقد أنه 

بحاجة لجهد جماعي ومكثف حتى يظهر بشكل متكامل .

أجرت اللقاء / أم عبدالمجيد بن عثمان بن ناصر السعيد