صفحات من التاريخ

ناصر بن محمد ناصر السعيد

تاريخ وأيام .. زهد وعبادة وإقدام

تحرير ابنته / حبيبة بنت ناصر بن محمد السعيد


البطاقة الشخصية

الاسم / ناصر بن محمد بن ناصر بن سليمان بن إبراهيم السعيد

مكان الميلاد / الأرطاوية

اسم الأم / نورة بنت عبدالعزيز بن عبدالله السعيد رحمها الله

اسم الزوجة / سارة بنت سليمان بن حمد السعيد رحمها الله

عدد الأولاد / الذكور اثنان هما محمد وعثمان ، والإناث ست .

المهنة / أستاذ بناء ، ثم أعمال حرة وإمامة مسجد .

نشأته وبداية حياته ..

ولد في مدينة الأرطاوية ( وهي مدينة تقع شمال شرق مدينة المجمعة على الطريق الذي يربط المجمعة بحفر الباطن فالكويت ) ودرس وتعلّم القراءة والكتابة على يد بعض العلماء ومن أشهرهم الشيخ علي بن زيد الغيلان قاضي الأرطاوية ، والشيخ عبدالعزيز بن السوداء . وحفظ القرآن الكريم مع التجويد وبعض الأحاديث النبوية وذلك قبل أن يبلغ الخامسة عشر من عمره . كان رحمه الله جهوري الصوت شجاعاً يُقدِم ولا يهاب، حكيماً يأخذ الأمور بسعة بال وتؤدة .

زواجه ..

تزوج رحمه الله سارة بنت سليمان بن حمد السعيد ، فقد كان أبوها سليمان رفيقاً خاصاً لوالده محمد بن ناصر فكانوا أشد من الاخوة  ، فكانا يذهبان لجلب الحطب وبيعه والعشب للمواشي التي عندهم جميعاً ، فطلب محمد بعد مشاورة أبنائه من رفيقه سليمان أن يزوج ابنه الأكبر إبراهيم بسبيكة ، ويزوج ابنه ناصر سارة فوافق سليمان على هذا الطلب وتزوج إبراهيم بسبيكة وناصر بسارة،  وأنجب إبراهيم من سبيكة ولداً وبنت ولما توفي تبعه ولده وبنته فتوفيا بعده بفترة قصيرة ، ثم تزوجت سبيكة من أخي زوجها عبدالله بن محمد بن ناصر السعيد وأنجبت منه ستة ذكور وبنت واحدة بقي منهم خمسة ذكور أحياء أطال الله في عمرهم على طاعته .

وكان عمر سارة عندما تزوجها ناصر إثنا عشر عاماً ( 12 سنة ) ، وكان زواجهما في جلاجل ، ثم نقلها إلى الأرطاوية . وقد أنجبت منه أربعة عشر مولوداً أربعة ذكور وعشر بنات ، بقي منهم ذكرين وست بنات أطال الله أعمارهم على طاعته . ثم انتقل إلى الرياض طلباً للرزق في  عام 1375هـ تقريباً حيث كان يعمل أستاذاً في البناء ، وبعد فترة ترك البناء وعمل في التجارة بعدما بنى له بيتاً ومسجداً يدرّس فيه القرآن بعد صلاة الفجر ، وبعد تطور تجارته فتح له مكتباً عقارياً في منفوحة وبقالة لبيع المواد الغذائية ومحل لبيع اسطوانات الغاز .  وقد كان يقرأ على أهل الحي بعض الكتب الدينية من بعد صلاة العصر وحتى الساعة الحادية عشر ليلاً لوجه الله تعالى كما كان يقرأ عليهم أخبار الجرائد والصحف في ذلك الوقت لذا كانوا حريصين على مجالسته. وسكن رحمه الله حي منفوحة بالرياض وعرف عند أهلها بالمطوع فهو إمام المسجد والمحدث .

وقد كان أهله قبل أن يحضرهم معه إلى الرياض عند أخيه سليمان براً بوالدته ، فأشار عليه أخوه سليمان بأن يحضر أهله له ؛ فأرسلهم مع أخيه عبدالله في رحلة دامت تسع ساعات من الفجر إلى المغرب ، وفرح لمقدمهم أشد الفرح ، وأقام لهم وليمة بمناسبة قدومهم وذلك عام 1387هـ تقريباً .

 

أعماله والمهن التي عمل فيها ..

كان رحمه الله في بداية حياته مزارعاً في الأرطاوية ، وكان يقوم بزراعة جميع أنواع المزروعات بعد حفره لبئر يسقي منها الزروع والخضار ، وكان يعاونه في الزراعة أخوه سليمان رحمه الله وأبناء أخيه . وكان رحمه الله مولعاً بالصيد ، فقد كان يصيد من الطيور أعداد كثيرة بحيث يأكل منها هو وأسرته ، ويبيع الباقي لينفق ما يكسبه على بيته . وكان ينصب شباك الصيد قبل الفجر بساعة ويعود لأخذها قرابة الساعة التاسعة صباحاً .

صفاته ومناقبه ..

كان ناصر بن محمد بن ناصر السعيد رجلاً شجاعاً مقداماً في حكمة ، يروي عنه أخوه عبدالله رحمه الله بعض القصص التي تدل على شجاعته، ومنها أنه في سنة خرج مع الدوشان أمراء الأرطاوية لقصد الحج، ولما وصلوا إلى مكة وأرادوا أن ينصبوا الخيام في منى جاء بجانبهم بعض الحجاج الأفارقة وزاحموهم على المكان ، فأرادوا إقناعهم بأن يبتعدوا قليلاً لكن الأفارقة رفضوا ذلك وكان عددهم حوالي العشرة ، واشتد الخلاف بينهم وبين الدوشان إلى أن وصل إلى الاشتباك بالأيدي وأشرف الدويش على الهلاك فاستنجد برفيقه في الحج ناصر بن محمد الذي أسرع في تخليصه من أيديهم واضطر إلى تفريقهم بأحد أعمدة الخيام وفض بذلك النزاع رغم إصابته من أحدهم في رأسه  فولوا مدبرين بعد أن أوجعهم ضرباً هم ومن عاونهم من جاليتهم .

 كان رحمه الله قوي الشخصية .. فكان رحمه الله مهيب الجانب فلا أحد من أهل بيته يستطيع أن يرد عليه ، وكان رحمه الله لا تأخذه في كلمة الحق لومة لائم ، ومع هذا لم يكن غليظاً عليهم بل كان يداعبهم ويمازحهم .

كما كان رحمه الله كريما جواداً ، وحدث ولا حرج في هذا المجال فكان يقيم الولائم لمن يأتيه من الضيوف القريبين والبعدين ، ولقد لقب بيته
" بيت المشبعة " فهو يقدم لأضيافه الطعام والكسوة ويعطيهم من المال ما يحتاجون . وقد سكن عنده أولاد إخوانه مدة دراستهم .

وكان يساعد المحتاجين في الحي ومن ذلك أنه يسقيهم الماء عندما يشح في ذلك الوقت فيحضر وايت الماء من ماله الخاص فيجعل أحد أنابيبه في خزان بيته والآخر يجتمع عليه الناس بأوانيهم فيأخذون منه ما يشاءون حباً منه للخير

وكان رحمه الله آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر شديداً على المجاهر به لا يخاف في الله لومة لائم ولا يجامل أحداً في ذلك . وكان رحمه الله رجلاً صالحاً يحب الخير للناس ويعينهم على طاعة الله ؛ فقد كان يوقظهم لصلاة الفجر ويطرق عليهم الأبواب وينادي بأعلى صوته " الصلاة الصلاة " ، ومكث على هذه الحال حتى توفاه الله . وكان رحمه الله يحب الأيتام والمساكين . وكان يحب الذهاب إلى مكة لأداء العمرة وزيارة البيت الحرام ، وقد حج عدة مرات . وكان رحمه الله يعتكف في شهر رمضان الكريم . وداوم على العمرة والاعتكاف حتى توفاه الله وهو في طريقه لأداء العمرة وكان ذلك في 8/9/1391هـ إثر حادث انقلاب للسيارة التي يستقلها وكان بين يديه المصحف الشريف في تلك اللحظات وكان صائماً رحمه الله .