الافتتاحية

في فناء العبلة

ص. 3


**   اجتماعات الأسرة أوجدت من أجل زيادة تقارب أفراد الأسرة وتحقيق لشعيرة صلة الرحم والتي حثنا ديننا الحنيف عليها وقد جعل جزاءها البسطة  في الرزق وطول العمر كما ورد في حديث أنس t أن رسول الله e قال : } من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه { ومعنى ( ينسأ له في أثره ) أي يؤخر له في أجله وعمره . وحديث عائشة قالت قال رسول الله e : } الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني ، قطعه الله {  وكما قال الله تعالى : } واتقوا الله الذي تساءلون به
والأرحام
{  ، ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى " والرحم التي تجمل صلتها ويحرم قطعها هي قرابات الرجل من جهة طرفي آبائه وإن علوا وأبنائه وإن نزلوا ، وما يتصل بالطرفين من الأخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وما يتصل بهم من أولادهم برحم جامعة ".   فالآيات والأحاديث التي تبين وجوب صلة الرحم وتبين عاقبة من قطع رحمه كثيرة ..  ولكن هناك بعض من يعتقد أن الرحم التي يجب أن توصل هي أقربائهم المقربين كأعمامهم أشقاء آبائهم فقط ولذلك نجد أن البعض يحرص على حضور الاجتماعات الخاصة بفرعهم فقط دون حرص على حضور اجتماعات العائلة وبمباركة من بعض أولياء الأمور فلو تأخر أحد أبناءه عن حضور اجتماعات فرعهم لغضب وسأله عن سبب غيابه وقطع رحمه أما اجتماعات الأسرة فلا يهم هل وصل رحمه أو قطعها بل إن بعض أولياء الأمور هم من يتأخر عن الحضور وكأني به يخشى أن يسأل ابنه عن تأخره عن الحضور لاجتماعات الأسرة فيقول له الابن كما قال الشاعر:

تلوم على القطيعة من أتاها      ....       وأنت سننتها للناس قبلي   .

* صورة مع التحية لكل من يتغيب عن اجتماعات الأسرة بدون عذر .

 

**   قال شاعر :

من الناس من يغشى الأباعد نفعه   ....    ويشقى به حتى الـمـوت أقاربه

كلما سمعت ذلك حمدت الله كثيرا أنه لا يوجد بين أقاربنا من تنطبق عليه هذه الصفات أليس كذلك ؟

أسرة التحرير