رأي وقضية ( ص 12 ، 13 ، 14 )

تاريخ الأسرة .. كيف نفك أسره

تحقيق .. إبراهيم بن أحمد بن عبدالرحمن السعيد

هناك كثير من الأحداث والوقائع والأعلام حفظ تاريخهم بسبب أنه قد تم تدوينها وتوثيقها وتسطيرها في المخطوطات والكتب وانتقلت من جيل إلى جيل حتى وصلت إلى جيلنا الحاضر وبدوره يسلمها لمن يأتي بعده من الأجيال ، وبالطبع هناك أحداث هامة ووقائع مهمة وأعلام عظام طويت سيرهم طي النسيان وذلك لعدم تدوينها وتسجيلها في صفحات التاريخ ولهذا السبب لم تحفظ ولم يتم الإفادة منها لكونها لم تذكر في التاريخ ولم تتوارثها الأجيال ومع مرور الوقت اندثرت .

وأسرتنا كسائر الأسر لا بد أن يكون لها تاريخ فهناك من آبائنا وأجدادنا من كان له صولات وجولات فمنهم من اتصف بالكرم ومنهم من اتصف بالشجاعة وهناك من اشتهر بالعلم وهناك الكثير من الأحداث التي لم تدون فاندثرت كغيرها من الأحداث أو اندثر جزأ منها إما بسبب عدم معرفتها أو بسبب تعدد مصادرها وقدم حدوثها مما شوهها أو أدى إلى غياب جزء منها بسبب النسيان والتقادم فاختلف فيه كقصة نزوح عائلتنا إلى مدينة جلاجل وأسبابه والتي قيل فيها أكثر من رواية مختلفة التفاصيل والأحداث حتى أنه ليصعب الجزم بأصح الأقوال .

ورغبتا من مجلة الصلة في المساهمة بحفظ وتدوين ما بقي من تاريخنا قامت باستطلاع آراء عدد من أفراد الأسرة وتم سؤالهم عن كيفية حفظ تاريخ  الأسرة وفي البدء أجاب الأخ إسماعيل بن عبد الرحمن السعيد بقوله : لا أضن أن هناك وسيلة يمكن أن توصلنا إلى جمع وتدوين تاريخ الأسرة سوى كبار السن في الأسرة وليس كل كبار السن لديهم القدرة على سرد القصص والتاريخ فهذه مهارة يمتاز بها أناس عن آخرين وليمكن توثيق التاريخ يجب تلقيه من مجموعة من كبار السن ليؤكد كل واحد منهم كلام الآخر أو يضفي عليه ما خفي عن الآخر كما يمكن أن يتم الالتقاء بعدد من كبار السن في وقت واحد ويتم طرح موضوع معين ويتم تسجيل ما يدور بينهم من حديث ومن ثم يتم جمعه وتنسيقه من قبل أناس لديهم القدرة على التنسيق والتدوين وكتابتها بشكل جذاب وسهل لأفراد الأسرة ليتعرفوا على تاريخهم .

فيما يقول الأخ عبد الملك بن محمد السعيد : لا يشك أحد في أهمية حفظ التاريخ وتدوينه ، والطريقة الشائعة منذ زمن بعيد هي التاريخ المكتوب والمدون في الكتب لذا لزاما علينا أن ندون تاريخ أسرتنا في طريقين متوازيين هما مجلة الصلة والتي بدأت مشوارها هذا بإيراد بعض القصص والأحداث والسير وإن لم تكن بالشكل المتطلع له ، والطريق الثاني هو جمع المادة التاريخية في كتاب يجمع بين تاريخ الأسرة ومدينة جلاجل.

وبدوره يقول الأخ عبد العزيز بن سليمان السعيد ( أبو راكان )  : يمكن التعريف بتاريخ أسرتنا عن طريق جمع المعلومات الكاملة عن الأسرة وتوثيقها وعرض هذه المعلومات موثقة عن طريق شبكة الإنترنت وأيضا نشرها في مجلة الصلة كما يمكن أن تعرض أثناء اجتماعات الأسرة الدورية .

كما التقينا الأخ عبد الله بن أحمد السعيد وسألناه كيف يمكن لصغار السن معرفة تاريخ آبائهم وأجدادهم فأجاب قائلا : يمكن ذلك من خلال طرح تاريخ الأسرة مشافهة أثناء الاجتماعات وذلك بتكليف أحد الملمين بتاريخ الأسرة لإلقاء نبذة أو جزئية من تاريخ الأسرة بالإضافة لما يطرح في مجلة الصلة من أخبار وحوارات وقصص كما يمكن جمع وتوثيق ما يمكن جمعه وتضمينه في كتاب مطبوع يطرح لأفراد الأسرة وذلك تعريفا وحفظا لتاريخها كما ينبغي للآباء تشجيع أبنائهم على الحضور والمشاركة في اجتماعات الأسرة لما فيها من صلة للرحم وتعريفا لهم بالأسرة ودعما لاستمرار مسيرة الصندوق وتحقيق أهدافه .

ومن جهته يقول الأخ أحمد بن عبد العزيز السعيد ( أبو خالد ) : حول الطريقة التي يمكن لصغار السن معرفة تاريخ آبائهم وأجدادهم يتم ذلك من خلال نشره عن طريق مجلة الصلة فيبقى كوثيقة تاريخية يتم الرجوع لها وكذلك يمكن إثارة الموضوع بين فينة وأخرى .

ويؤيده في ذلك الأخ عبد العزيز بن أحمد السعيد حيث يقول يمكن لصغار السن معرفة تاريخ أسرتهم من خلال نشر ذلك التاريخ عن طريق مجلة الصلة وأيضا ما يسرد في بعض المجالس ومن خلال ما نشر في الكتب التاريخية عن الأسرة وعن تاريخها المجيد .

أما الأخ إبراهيم بن عبد الله السعيد فيضيف اقتراحا بطرح مسابقة عن تاريخ الأسرة يرصد لها جوائز قيمة ويكون صاحب أفضل بحث عن تاريخ الأسرة هو الفائز بالجائزة وتطرح هذه المسابقة بشكل دوري حتى يتم جمع مادة تاريخية موثقة وكاملة فيتم نشرها في كتاب يجمع تاريخ الأسرة بين دفتيه.

وحول الطريقة أو الوسيلة التي يمكن عن طريقها إخراج ما تكتنزه ذاكرة الكبار من أحداث تاريخية فيقول الأخ عبدالملك بن محمد السعيد : إن إخراج هذه الأحداث هو من مهمة الشباب وفي رأيي أن من أنجح الطرق هي جمع أحد كبار السن وبعض معاصريه أو من هم قريبين من عهده ومحاولة استخراج المعلومات من كبير السن بإدارة الحديث وتذكير الضيف ببعض الأحداث التي بدورها تجر الحديث إلى أحداث أخرى.

ويقول الأخ عبد العزيز بن سليمان السعيد : أن هناك عدد من الوسائل الكفيلة بإخراج ما تكتنزه ذاكرة الكبار كاللقاءات الصحفية التي تجريها مجلة الصلة كما أنه يمكن وضع فقرة في برنامج اجتماعات الأسرة لتكون لأحد كبار السن حيث يتحدث للحاضرين عن جزء من تاريخ الأسرة  ويتم توثيق هذه المعلومات بأحد الوسائل العلمية الحديثة ، وأيضا يمكن زيارة كبار السن في منازلهم ومحاولة استخراج ما يعرفونه من معلومات سواء كانت كثيرة أو قليلة ومع تكرار هذه الزيارات سوف يكون هناك محصلة معلومات لا بأس بها

فيما يقول الأخ إسماعيل بن عبد الرحمن السعيد : أن الوسيلة الفعالة لمعرفة تاريخ الأسرة هو إكثار الأسئلة عن رجالات الأسرة السابقين وعن الأعمال التي تميزوا بها وعن فضائلهم وعن أسفارهم وكيف كان الانتقال من بلده وعن سبب الانتقال وفي أي البلاد سكنوا  ومن خلال هذه الأسئلة يمكن استنباط تاريخ الأسرة.

أما الأخ أبو أحمد فيقول أنه يمكن إخراج ما يحتفظ به كبار السن عن طريق حثهم بإلقاء محاضرات خلال اجتماعات  الأسرة ويتم تسجيلها ونشرها عن طريق مجلة الصلة ليقرأها الجميع كما يمكن إجراء حوارات مطولة معهم حول ما يعرفونه عن تاريخ الأسرة أو فتح نقاشات جدلية ليتم التوصل إلى أوثق المعلومات وتدوينها ونشرها لتكون بين يدي أفراد الأسرة وبالطبع سيقرأ الجميع كل ما تم نشره وسترد بعض التعقيبات التصحيحية على ما تم نشره وسينشأ جدل حول هذه المعلومات وهذا الجدل كفيل بإخراج معلومات أكثر وأدق .

وعن الدور الذي تلعبه مجلة الصلة في التعريف بتاريخ الأسرة والمساهمة في حفظ هذا التاريخ يقول الأخ عبد العزيز بن أحمد السعيد : مجلة الصلة لها دور كبير في التعريف بتاريخنا والدليل على ذلك أنني استطعت التعرف عن طريق مجلة الصلة على أناس لم أكن أعرفهم من قبل كما عرفتني على أشياء كثيرة كنت أجهلها عن تاريخ أسرتنا وطبعا نحن ننتظر من مجلة الصلة دور أكبر للتصدي لجمع تاريخنا عن طريق جمع كل ما يستطيعون نشره من حوارات وأخبار وأحداث تتعلق بالأسرة ومن ثم جمعها في كتاب مبوب بشكل جيد يكون نواة لحفظ هذا التاريخ وتوثيقه .

فيما يقول الأخ إبراهيم بن عبدالله السعيد أن الصلة تلعب دورا كبيرا في محاولة جمع تاريخ الأسرة عن طريق إجراء لقاءات مع كبار السن بالرغم من صعوبة هذه العملية بدون تعاون الجميع معها وذلك بأن يقوم كل فرد بالمساهمة بإجراء حوار مع أبيه أو أمه أو جده أو عمه أو أي شخصية يشعر أن لديها ما تضيفه لتاريخ الأسرة وبهذه الطريقة يمكن أن تتوفر لدينا مادة تاريخية موثقة يستطيع من يطلع عليها أن يلم بتاريخ هذه الأسرة العريقة .

ويضيف الأخ عبد الملك بن محمد السعيد لما سبق أن مجلة الصلة كانت ولا تزال حريصة كل الحرص على هذا الموضوع وقد خطت خطوات ملموسة في ذلك فسير كبار السن وبعض القصص كقصة الرحيل أخرجت أحداث كادت أن تندثر بوفاة حملتها حفظهم الله تعالى ، والصلة تنتظر من الجميع أن يزودوها بسير آبائهم وأجدادهم وفي هذا فائدة كبيرة فكثير من الناس إذا قرأ سيرة رجل ما دعا له بالمغفرة والرحمة إن كان ممن رحل عن هذه الدنيا وذكره بخير إن كان ممن يقيمون بيننا وهذا من بر الولد بوالده .

ومن جهته يقول الأخ إسماعيل بن عبدالرحمن السعيد : لا شك أن مجلة الصلة لها دورها الرائد في التعريف بتاريخ الأسرة حاضرها وماضيها لكن لم يكن هناك تركيز على هذا الجانب بشكل كبير  ويجب أن يتم التركيز على المواضيع التي تخص تاريخ الأسرة ليتم معرفته بشكل واضح وبأسلوب شيق أن يتم جمع تاريخ الأسرة في كتاب يكون بمثابة مرجع لأفراد الأسرة وتصب الجهود على إخراج هذا الكتاب على مستوى عال من التوثيق والإبداع القصصي .

ويقول الأخ أبو أحمد : مجلة الصلة ساهمت حسب قدرتها واستطاعتها في إجراء عدد من الحوارات الصحفية مع عدد من كبار السن في الأسرة كما قامت بنشر عدد من القصص التاريخية التي تحكي بعض المراحل التاريخية للأسرة ونشرت عدد من سير أفراد الأسرة البارزين وهذا جهد كبير يشكر عليه القائمون على مجلة الصلة ، وطبعا يجب أن نساهم جميعا في تزويد مجلة الصلة بالمشاركات التي تدعم هذا التوجه فمعلوم أن مجلة الصلة مجلة داخلية وجميع القائمين عليها ومحرريها وكتابها يؤدون عملا تطوعيا ولا يتلقون عليه أي مقابل وهم بالطبع ليسوا متفرغين للعمل في مجلة الصلة وحدها فهم إما موظفون أو طلاب وجهدهم واضح للعيان ويجب علينا أن نتعاون معهم في تأدية هذه الرسالة الشريفة ولو أن كل شخص حاول إجراء حوار مع جده أو أبيه أو أمه أو حاول تسجيل قصة تكلم بها أحدهم حدثت في وقت مضى وأرسلها للنشر في مجلة الصلة لتوفر بين أيدينا كم وافر من الموروث التاريخي الذي يمكن أن يتم تبويبه بعد توثيقه والعمل على طبعه وطرحه لأفراد الأسرة .

وحول مدى الحاجة لمعرفة تاريخ الأسرة يقول الأخ  إسماعيل بن عبد الرحمن السعيد : لا شك أن معرفة تاريخ الأسرة ضروري وذلك لكون أسرتنا أسرة عريقة ولها تاريخ عريق ومعرفة هذا التاريخ سيساهم في تقارب أفرادها وذلك حين يعرف أفرادها كيف كانت العلاقة بين أفرادها في الماضي وكيف كان الترابط والتكافل وصلتهم لبعضهم البعض وكيف كانت عيشتهم وحياتهم.

ومن جهته يقول الأخ عبد الملك بن محمد السعيد : إن الحاجة ماسة لمعرفة تاريخ الأسرة ويظهر ذلك جليا في معرفة نسب الأسرة فلو كان التاريخ محفوظا لما واجهنا تلك المشاكل التي اعترضتنا في توثيق معلومات الشجرة وغيرها من الأعمال التي تنجز في الصندوق فلو توفرت هذه المعلومات لوفرت الجهد والوقت

ويقول الأخ عبد العزيز بن سليمان السعيد : إن الحاجة ماسة لمعرفة تاريخ الأسرة ونحن نلمس في واقعنا الحاضر أن هناك العديد من أفراد الأسرة لا يعرفون عن أسرتهم إلا  شيئا قليلا بل أن البعض قد لا يحسن معرفة فرعه الذي ينحدر منه لذا فإن الحاجة ماسة لمعرفة تاريخ الأسرة ولا تتم هذه المعرفة إلا عن طريق وجود معلومات موثقة عن الأسرة تشتمل على تاريخ شامل يحتوي على مكان نشأت الأسرة وتنقلاتها ورجالها البارزين وأعمالهم ... الخ .

ويؤيده في ذلك الأخ عبد العزيز بن أحمد السعيد حيث يقول : يجب معرفة تاريخ الأسرة وذلك لحفظ تاريخ آبائنا وأجدادنا ومعرفة منبع الأسرة وكيف انتقلت إلى مدينة جلاجل وكيف توزع أبناء الأسرة في كل مكان بعد أن كان الجميع في موقع واحد وحتى نحافظ على أصالتنا وتاريخنا عبر الأجيال القادمة .

كما يقول الأخ إبراهيم بن عبد الله السعيد : يجب أن يجمع تاريخ الأسرة وأن يكون متاحا للجميع معرفته فالحاضر امتداد للماضي ويجب أن يكون كل فرد من أفراد الأسرة ملما بتاريخ أسرته عالما به وبالطبع سيكون هناك بعض الصعوبة في الوقت الحاضر لجمع هذا التاريخ ولكن في المستقبل قد يكون مستحيلا .

ومن جهته يقول الأخ عبد الله بن أحمد السعيد : بالطبع هناك حاجة ملحة لمعرفة تاريخ الأسرة وتاريخ أسرتنا ولله الحمد تاريخ مشرف ونتمنى أن يتم جمعه ونشره والتعريف به والأسرة لها مساهمات عديدة سواء كانت سياسية أو علمية أو اقتصادية أو اجتماعية ويجب أن يبرز دورها ويحفظ حتى لا يندثر مع الزمن .  

الصفحة الرئيسة محتويات الصفحة أعداد مجلة الصلة
الصفحة السابقة محتويات العدد الصفحة التالية