كلمة وفاء في أم بدر

جريدة الرياض .. العدد 11435 .. الجمعة 6/7/1420هـ

بقلم الشيخ ناصر بن عبدالرحمن بن عثمان السعيد

المشرف الإقليمي على مكاتب الهيئة السعودية العليا بأوروبا

 

} والله خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة{  .. مهما بحثت في جميع اللغات والثقافات فلن تجد أبلغ وأجمع لشمل المعاني السامية من هذه الآية الكريمة .

فقدت في الأيام الأخيرة شريكة حياتي وأصلي ولباسي ، رأيت فيها المودة وعرفت في دماثة خلقها وعنايتها الرحمة

كانت أم بدر مثال الزوجة الصالحة ، ولا أزكي على الله أحداً ، قل نصيبها من الدراسة وأخذت من الدلو كامله في الأخلاق والمعرفة وتقدير الأمور . ضربت أروع الأمثلة في مثال الزوجة الفاهمة ، وكم كان بودي لو عرف ذلك نساء أمريكا وأوروبا وبقيت العالم ليعرفوا معنى الزوجة في الإسلام وقيمة المرأة في هذا الدين العظيم .

كانت أم بدر تعرف العلاقة فتعطي كل ذي حق حقه ، فحق الله أولى ، ثم زوجها ثم أبنائها وأهلها وأقارب زوجها، صلات وثيقة وحميمة لا تحب أن تؤذي أحداً ، وتفتح صدرها لكل أحد ، لا تحب أن تغضب أحداً وتتحمل ما يصيبها وتؤثر على نفسها .

تحب صلة جيرانها ، وتعطف على المحتاجين وتتبع حاجاتهم ، فتطعم هذا وتجمع الصدقة لذاك ، وتضرب مثلاً أعلى في التكافل الاجتماعي .

سافرت معيّ إلى أمريكا وأوروبا فكانت من أول النساء التي ثبتت على حجابها ، وضربت مثلاً آخر في الثبات على الحق ولو فسد العالم ، مع أني لم أفرض عليها ذلك وإنما إيمانها بربها وثباتها على عقيدتها . كانت تضع المذياع على إذاعة القرآن الكريم وتستفيد من تلك البرامج الفاضلة ، تحب القرآن وتقرأه ، أسأل الله أن يجعلها من أهله .

كانت سنداً لي قوياً في سفري إلى أفغانستان في برامج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشرعية واللغوية .

كانت تحب أبي وأمي حباً جعلها لا تختلف عن ابنتهما ، ولم يكن لوالدي بنت حية . تذهب مع أمي لأقاربنا سوياً ، كانت تمشي مع أمي من معكال إلى حي جبرة لزيارة الأقارب ، لا تدع مناسبة إلا وأدت حقها .

بعيدة عن النميمة والغيبة ، تحب الخير للجميع ، صبورة على الأذى ، لا تحب الشكوى لغير الله لئلا ينقص أجرها ، حتى في آخر حياتها كانت تقول لابنتها الكبرى لا يذهب أجرنا عند الله ، مع أنها أصابها ما لو كان على جبل لانهد . إذا أحب الله عبداً ابتلاه .. والبلوى على قدر الإيمان .

نعم ذهبت التي عرفتني معنى الحب ، وأعطتني قلبها ، فكانت لي مثل الجبل الثابت أتكئ عليه بكل ثبات ، وما تحقق من إنجاز في عملي في البوسنة يعود بعد فضل الله لثباتها وقيامها بواجبها فهي التي أعانتني وشدت أزري

كانت لي أعظم من أم زرع لأبي زرع ، تعلمت في مدرستها أن الأخلاق والإيثار والثبات والصبر قول وعمل ، وأن الإنسان بمداركه وطبعه على الحق يدرك مالا يدرك متقولوا النظريات زخرف القول غروراً .

كانت رحمها الله تحمل حساً إنسانياً رقيقاً فلم ترفع صوتها على خادمة ولا نهرت سائقاً ، ولا تجد غضاضة أن تساعد خادمتها على شؤون المنزل ، وتقول هن أخواتنا دعتهن الحاجة للعمل والله لا يضعنا في مكانهم .

وليست هذه العلاقة لأحد دون أحد ، بل هي للجميع ، لآن هذا التعامل خلق وليس بتخلق وطبع وليس بتطبع .

عشت حياتي مع ذلك القلب الذي أحسست معنى الحب فيه ، فلم يكن بعد قلب أمي مثل قلب زوجتي المحافظة على بيت زوجها وعلى أموال زوجها ، تستأذنني في كل صغيرة وكبيرة مع أنني أعطيتها كامل الحرية في ما أملك .

وبعد أن ابتلاها الله بتليف الكبد وسافرت إلى أمريكا لتدخل في مسلسل العمليات من زراعة كبد وما أدراك ما زراعة الكبد إلى استئصال بعض الأمعاء إلى مرض فتاك في الرئتين إلى صعوبة في التنفس حتى قال طبيبها الدكتور ديفد مبقاوي وهو من أكبر أطباء الكبد في أمريكا " لم يمر عليّ مريض بصبر هذه المرأة !! " فقلت له " يا دكتور الإيمان إذا وقر في القلب ، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطائك لم يكن ليصيبك " .. وبعد معاناة طويلة نفرح بخروجها من المستشفى ، ويبكي طبيبها فرحاً لشفائها ، وتخرج إلى بيتها في أورانج كاونتي في لوس أنجلوس لتقضي فترة نقاهة تحت نظر طبيبها ، وتبدأ حياتها مع بناتي اللآتي حضرن في عطلة الصيف لبقاء الوقت في صحبة أمهن وابنها الأكبر بدر .. وفي ليلة الخميس السادس عشر من شهر ربيع الآخر مع بناتها وابنها يتجاذبون أطراف الحديث - ولم يعلموا في الغيب أن هذا آخر حديث وقبل منتصف الليل يذهب كلٌ إلى مضجعه وتقوم بمساعدة ابنتها إلى مضجعها وابنتها إلى جنبها على سرير واحد ، وابنها بدر في صالة الشقة الأرضية من ذلك المجمع السكني والكل أعطى للنعاس عينه ، وفجأة أحس بدر بخافق في قلبه على غير العادة ، ويقوم من الصالة فزعاً ويدخل غرفة أمه فيجد وجهها يشع نوراً في وسط ظلمة والسكون قد عم كل شيء ولم يفهم ذلك لأن الموت هو أبعد شيء بعدما شفاها الله ، وينادي الإسعاف ولكن الروح الطاهرة قد ذهبت إلى ربها وعفوه ورحمته راضية مرضية ، ويقوم الجميع أين الأم التي حنت علينا والقلب الذي وسعنا والصدر الذي ضمنا ، إنها سبقتنا إلى ربنا ورجاؤنا في الله أن يجمعنا في مستقر رحمته .

} ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار { ولذلك نقول إنا لله وأنا إليه راجعون .

وننعاها ليست كما نعت الخنساء أخوها صخراً

يذكرني طلوع الشمس صخراً

وأذكره لكل غـروب شمس

ولولا كثرت الباكين حولي

على إخوانهم لقتلت نفـسي

ولكن كما نعت الخنساء أبنائها الأربعة في معركة القادسية حيث قالت أحتسبكم عند الله .

وأخيراً سكن ذلك القلب مقبرة العود في أول رحلة إلى الآخرة وآخر رحلة من الدنيا وانقطاع من العمل ورجاء في الثواب .. اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة ، واجمعنا بها في الدرجات العلا من جنات النعيم .

 

 

طاولة سدير تحقق بطولة الأولى والشباب

جريدة الجزيرة .. العدد 9913 .. الجمعة 11/8/1420هـ

 

حقق نادي سدير بجلاجل بطولتي الدرجتين الأولى والشباب لأندية مكتب محافظة المجمعة لكرة الطاولة وذلك عقب فوزه في جميع مبارياته للدرجتين وبذلك يمثل نادي سدير أندية المحافظة في تصفيات الأندية أبطال المكاتب بمنطقة الرياض وقد مثل نادي سدير في بطولة الدرجة الأولى كل من - فواز عبدالله أبو سبيحة ومحمد السعيدان وعبدالعزيز السويلم - وفي درجة الشباب - عبدالله السويلم وسويد السويد وماهر السليمان وهاني المجحد

ويدرب الفريق الكابتن جمال سيد علي ويشرف على الفريقين إداريا الأستاذ عبدالعزيز بن محمد بن عبدالرزاق السعيد

 

 

دعوة لأهالي جلاجل

جريدة الجزيرة .. العدد 9955 .. الجمعة 23/9/1420هـ

 

إلى كل مواطن من أهالي جلاجل

أنت مدعو لحضور

لقاء المعايدة

الذي سيقام بمشيئة الله

ثاني أيام عيد الفطر المبارك

بعد صلاة العشاء

في استراحة بلدية جلاجل

شاكرين لكم سلفاً تلبيتكم الدعوة

وكل عام وأنتم بخير